كلمة رئيس فدرالية جمعيات واتحادات المحامين الشباب بالمغرب
بالمؤتمر الوطني التاني لنقابة المحامين بالمغرب المنعقد بفاس يوم الجمعة 13 دجنبر 2019
باسم الله الرحمان الرحيم،
السيد رئيس جمعيات هيئات المحامين بالمغرب.
السيد نقيب هيئة المحامين بفاس.
السادة النقباء الأجلاء.
السيد رؤساء الجمعيات والهيئات المهنية.
السيد……………………
السيد……………………
السيد……………………
الزميلات والزملاء الأفاضل
انه لشرف عظيم لي أن أتلقى دعوة كريمة من نقابة المحامين بالمغرب.
وأن تكون أول كلمة لي ألقيها بصفتي رئيسا لفدرالية جمعيات واتحادات المحامين الشباب بالمغرب أمام الجلسة الافتتاحية بهذا المؤتمر. وهي مناسبة لاستحضار التنسيق الدائم و المستمر بين إطاراتنا المهنية خلال عدة محطات حاسمة كان العمل الجماعي الدؤوب لأجل مصلحة مهنة المحاماة عنوانها الأبرز، في حراك مهني استمد قوته من تاريخ مهنتنا المشرق وتضحيات نقبائنا وقيادمتنا الأجلاء منطلقا بزخمه نحو مستقبل واعد الانجازات ومشرق الأفاق سيستطيع باستمراره وبجهودكم تذليل جميع الصعاب والتحديات.
تحديات كثيرة وكبيرة هي إذن، تعتمل في صدوركم كغيورين على مهنة المحاماة آراء حول سبل التصدي لها، وبأذهانكم أفكار لوسائل مبتكرة لتجاوزها، وقد تكون أولى هاته التحديات إيجاد تشريع مهني متكامل يضع المهنة في موقعها الصحيح ويضمن لمزاوليها مكانتهم اللائقة.
إن اختار المغرب السير قدما نحو تحقيق الديمقراطية وإعلائه لشعار احترام حقوق الإنسان ونجاحه في مسلسلات التنمية بجميع نماذجها رهين بسن تشريع مهني ضامن لاستقلال المحاماة وحصانة الدفاع و إعمال قانون يوفر للمحامين الضمانات التشريعية والعملية المعمول بها دوليا.
استقلال يضمن للمحامي القيام بمهامه في منأى عن أي تدخل خارجي من أي سلطة كانت، باستثناء سلطة الضمير والأعراف الراسخة والمؤسسات المهنية وقوانين ملائمة راقية تنافس نظيراتها في الدول المتشبعة بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
إن اقتناع المشرع بضرورة إدخال تعديلات تمس مهنة المحاماة، بدءا من امتحان وشروط الولوج المهنة ومرورا بمعاهد التكوين والتكوين المستمر وانتهاء بضمان الحصانة أثناء الممارسة العملية للمهنة أصبح ضرورة آنية وملحة لتقوم المحاماة بدورها المجتمعي. تعديلات لا يجب أن تنحصر في قوانين مهنة المحاماة فقط، بل يجب أن تتجاوزها إلى عدة نصوص قانونية بما فيها المسطرة المدنية والمسطرة الجنائية والقانون الجنائي وغيرها.
لقد توحدت انشغالات وتطلعات المحامين على الصعيد الوطني، وتقاطعت نضالاتهم وأفكارهم. ولا أدل على ذلك من كون المؤتمر الأخير لفدرالية جمعيات واتحادات المحامين الشباب بالمغرب ناقش استقلالية والحصانة كركنين ضمن شعار مؤتمره الرابع ولذلك فإنني أهنأكم فقد استطعتم تحليل حاضر مهنة المحاماة وانطلقتم في التخطيط لمستقبلها واستطعتم التدقيق لتركزوا على أولى الأولويات وأبدعتم في
اختياركم لشعار المؤتمر من خلال مطالبتكم بتشريع مهني يضمن استقلالية المحاماة وحصانة الدفاع.
وكلي يقين في أن أفكاركم الخلاقة والمبدعة ومناقشاتكم الجريئة والمستفيضة ستعطي أكلها، وأنكم ستكتبون في تاريخ المحاماة ببلدنا فصلا مشرقا.ستتحدث عنه أجيال المحامين بحماس وتقدير.
لقد كنتم وستظلون الشعلة التي تضيء الدرب والمنارة التي تهدي وسط عتمة الظلام. فدمتم نساكا أوفياء في محراب المحاماة الحصينة الأبية.