باسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المخلوقين سيدنا و نبينا ومولانا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين
السيد رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب
السيد رئيس تعاضدية هيئات المحامين بالمغرب
السيد نقيب هيئة المحامين بالرباط
السادة النقباء الأجلاء
السيد وزير العدل المحترم
السيد رئيس الجمعية الوطنية للمحامين الشباب بالمغرب
السيد رئيس نقابة المحامين بالمغرب
السيدات و السادة كل واحد باسمه وصفته
زميلاتي زملائي،الحضور الكريم
يقول الله تعالى في محكم كتابه بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ
ويقول الشاعر :
لَأسْتَسْهِلنَّ الصَّعبَ أوْ أُدْرِكَ المُنى:::: فما انْقادَتِ الآمالُ إلا لِصابِر
ِإلى أولي العزم بالجمعية الوطنية للمحامين الشباب بالمغرب .
إلى الساعين عبرها لتذليل الصعاب أمام الزميلات والزملاء و إعطاء القدوة و الأمل في يوم يرونه مستقبلا مشرقا وواعدا لمهنة المحاماة .
إلى مستسهلي الصبر من المناضلين بالجمعية الوطنية على التضحيات الجسام التي يقدمونها لكي ترتقي أمال المحاماة إلى المستوى الذي نطمح إليه.
إلى من انقادت آمالهم لتوحيد المحامين المغاربيين و رص صفوفهم في تنظيم مهني مغاربي واعد .
إليكم سيدي الرئيس سادتي أعضاء الجمعية الوطنية للمحامين الشباب بالمغرب.
أتوجه وأصدح بالعرفان لأقول :
شكرا لجمعية المحامين الشباب بالمغرب وهنيئا على كل ماقمتم به لفائدة مهنتنا النبيلة و رسالتنا الخالدة.
أمامكم ، وأمامنا جميعا طريق طويل وشاق مليء بالصعوبات فالمزيد من العزم و الصبر و المهنية و الوفاء لقيم و مبادئ وأعراف رسالتنا الخالدة : المحاماة .
المحاماة المستقلة حصن الحريات و الحقوق .
والتي لا يمكن أن نجد الإستقلالية إلا فيها.
والتي لا يمكن أن تتحقق الاستقلالية إلا بها.
استقلالية نعتبر كإطارات وأفراد أنفسنا مستأمنين عنها. ومحسودين عليها من عدة جهات تحاول أن تنتهكها .
استقلالية نراها قريبة حاضرة ويرونها بعيدة مغيبة.
استقلالية بدأت محاولات المساس بها من خلال مسودة لقانون مهنة لايرقى لمستوى التطلعات .
بدء من محاولة حشر بعض الفصول الدخيلة على المهنة وممارسيها،والذين بكل تأكيد لم و لن يقبلوا بتنزيلها مهما كان الثمن.
استقلالية تتم محاولات إقبارها من خلال محاولة فرض الوصاية و التدخل وما يحاك حول التأمين الإجباري والتقاعد أو معضلة القانونين 98-15 و 99-15.
قانونان ومراسيمهما التطبيقية التي لازالت تصدر تباعا تستهدف المحامين،وستفرض عليهم التسجيل بصندوق الضمان الاجتماعي بدلا عن تعاضدية هيئات المحامين بالمغرب.
وهكذا فإن رسالة شعار مؤتمركم الناجح “الحماية الاجتماعية مدخل أساسي لاستقلالية وحصانة مهنة المحاماة”رسالة مهمة لكل من يهمه الامر أن المحامين لن يقبلوا بأن يتم المساس باستقلاليتهم.
ولنقول لمن صاغ القانونين 98-15 و 99-15 ومن يصيغ مراسيمهما..
كفى هراء
عدم إشراككم للمحامين أدى إلى عدم صلاحية قانونكم لهم.
فالنقيب ومجالس الهيئات ليسوا جهات تشتغل لفائدة أي أحد سوى المحامين ولا ولاء لها إلا لمهنة المحاماة .ومن غير المقبول أن تصير فروعا لصندوق الضمان الاجتماعي مختصة في تسليم معلومات المحامين لهذا الأخير و تصريف سياساته والإئتمار بأمره للسماح سنويا لمن قام بأداء اشتراكاته فقط بممارسة مهامه تحت طائلة غرامات مهينة.
كما أن المحامي ليس مهنيا عاديا ،بل هو صاحب رسالة مستقل ،وتبليغ هاته الرسالة لم ولن يرتبط باداءات لفائدة صندوق الضمان الاجتماعي تحت طائلة عدم منحه إبراءا ورفض السماح له بالعمل إضافة إلى غرامات مؤسفة.
وإلى الذي لم ينتبه بعد منا فعليه أن ينتبه ويتهيأ ويتأهب،أفرادا وهيئات و إطارات.
لقد بذل نقباؤنا و قيادمتنا جهودا مضنية لتأسيس تعاضدية هيئات المحامين بالمغرب لمحاولة جعل الزميلات و الزملاء يشتغلون في أجواء يلفها الأمان و الثقة في المستقبل.وقدموا في شأن ذلك تضحيات جسام حتى أصبحت التعاضدية اليوم جهازا قادرا على العمل و الإستمرار والعطاء.
فضلا عن ذلك فإن طريقة اشتغال التعاضدية وخدماتها المخصصة والمصممة على مقاس المحاميات و المحامين وطريقة أداء مساهماتهم وإيداع ملفاتهم و إرجاعها عن طريق الهيئات تفاصيل هامة جدا تجعل من المستحيل تحويل الإتجاه نحو أي وجهة أخرى .
وأغتنم الفرصة لأشكر السيد رئيس تعاضدية هيئات المحامين بالمغرب ومكتبها الإداري على قرارهم الأخير بإحداث اشتراك أسري موحد بين جميع الهيئات يشمل المحامي و الزوج و الأبناء ،وهي خطوة محمودة لتأمين المحامي وأسرته كاملة مقابل اشتراك سنوي مقبول سيكون لها الأثر الكبير على تزايد المنخرطين و تحسن موارد التعاضدية.
لقد اجتهدت التعاضدية خلال مسارها الواعد ، والمجتهد قد يصيب ويخطئ،ولذلك فالتعاضدية مدعوة للانفتاح على المحاميات و المحامين و الإستماع لهمومهم وملاحظاتهم وانتقاداتهم وهو ورش مستعجل لا بد من أن ننخرط فيه جميعا لضمان النجاح في المرور عبر هذا التحدي المصيري.
لقد أوصى المؤتمر الأخير لجمعية هيئات المحامين بالمغرب على التمسك بالتعاضدية كخيار لا رجعة فيه،وأصدر مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب ورقة يتشبث فيها بالتعاضدية كخيار لا رجعة فيه،كما أصدرت فيدرالية المحامين الشباب ورقة حول الموضوع انتهت إلى توصيات أهمها :
على مستوى التشريع:
- ضرورة تبني إضافات بمشروع قانون المهنة(المواد 13-20-91) والدفاع لإقرارها لتضفي صبغة الإلزام والإجبار في خضوع المحامين للتأمين الصحي للتعاضدية حتى يتعارض مع القانون الجديد الذي ينطبق على غير الخاضعين لنظام إجباري..
- اقتراح مشروع مرسوم لتعديل المرسوم 763.9.2 الصادر في أكتوبر 2019 وحذف المحامين من لائحة المهنيين الخاضعين للقانونين 98-15 و 99-15 .مع عدم إصدار أي مرسوم خاص بالمحامين بهذا الخصوص.
على مستوى التعاضدية:
- دعوة تعاضدية هيئات المحامين بالمغرب إلى عقد جمع عام للمصادقة على تعديلات بنظمها الداخلية (المواد 1و7)لتضفي صبغة الإلزام على انخراط المحامين بها،مما سيتعارض مع نص القانون 98-15..
- إطلاق التعاضدية لورش نقد ذاتي بغرض تجويد خدماتها لتواكب تطلعات المحامين و تتدارك الأخطاء و المؤاخذات الحالية التي تشوب عملها.
- إعداد التعاضدية لتصور علمي لنظام إجباري موحد للتقاعد يضاف إلى سلة خدماتها في أفق المصادقة عليه وتبنيه من قبل الهيئات.
على مستوى الإطارات المهنية الشبابية :
تنظيم جمعيات المحامين الشباب لموائد مستديرة حول الموضوع لتحسيس المحامين بمضمون القانونين و مراسيمهما .
إبقاء قواعدها متأهبة لخوض مجموعة من الأشكال النضالية والتصعيدية في حالة عدم تجاوب الحكومة والجهات ذات الصلة مع المطالب العادلة للمحامين.
وإذا كنا نتعلم من دروس الزمن فإن علينا ان نعي بأن أي إغفال أو تراخ عن القيام بواجباتنا اتجاه استقلالية مهنتنا وحصانتها واتجاه قضايا الوطن و المواطن العادلة خصوصا تلك المرتبطة بالحقوق و الحريات سيعني التنازل عن أهم مكتسباتنا ولذلك يتوجب علينا تحمل كامل مسؤوليتنا في مواكبة ما يحدث وسيحدث، بالسير على خطى رموز مهنتنا في الدفاع عنها بشتى الوسائل الممكنة .
لقد وصلت جرأة البعض مداها وظنوا ان نخوتنا قد أقبرت وأن شعلة حسنا النضالي قد خبت .وقد آن الاوان للعب دور حاسم بسلوك طريق النضال الشريف والقويم والذي نحن حاليا متعطشون له لإرجاع هيبتنا وصورتنا كمدافعين عن الحق و الحرية.
وهو بكل تأكيد دور من الأدوار الهامة التي تضطلع بها جمعيتكم العتيدة التي أتمنى نجاح أشغال مؤتمرها لتستمر في القيام بأدوارها الطلائعية خدمة للمحاميات و المحامين والقضايا الكبرى لحقوق الإنسان و المواطنين.
شكرا لكم جميعا ووفقكم الله
عاشت المحاماة حرة ومستقلة .