بيـــــــان
اجتمع مكتب فيدرالية جمعيات المحامين الشباب بالمغرب يوم الأربعاء 5 أكتوبر 2021 بالدار البيضاء في ضيافة جمعية المحامين الشباب بالدار البيضاء، لتدارس نقطة فريدة تتعلق بما تعرفه العدالة في بلادنا من ردة على مستوى عدة أصعدة.
وبعد مناقشة مستفيضة من أعضاء المكتب الفيدرالي لأسباب هذه الردة، وتحديد المسؤوليات عنها، ومحاولة إعطاء الأجوبة الحقيقية لما يعتمل داخل منظومة العدالة من ظواهر تفيد في معظمها أن عدالتنا ليست بخير، وأن الوضع كارثي و مثواثر على حلكته وقتامته في غياب التخليق الحقيقي، ما يجعل الفساد متفشيا وشائعا ولا يتحرك لمحاربته إلا في حالة افتضاح أمر ما وخروجه للعلن، وللأسف يحدث كل هذا في حقل يعتبر الملاذ لكل متشوف للحرية وصيانة الحقوق ونبذ الظلم .
وضع أرخى بظلاله على عدة مجالات وساهم في تقويض الحقوق والحريات، بما ساهم وأسهب في بروز مجموعة من حالات المتابعة المقصودة لمحامين وصحفيين وحقوقيين من أجل آرائهم وانتقاداتهم ودفاعهم عن الحقوق والحريات، كما صار لافتا أيضا التضييق الذي يتعرض له المحامون بسبب قيامهم بمهام الدفاع وبسبب مطالبتهم بإصلاح عميق وحقيقي.
وبعد وقوف مكتب الفيدرالية على هذا الوضع ومسبباته ومحاولة استشراف مآلاته،
فإن مكتب فيدرالية المحامين الشباب يعلن للرأي العام المهني ولجميع المهتمين بمنظومة العدالة ما يلي:
*أولا: تنديده بالممارسات التي أضحت تنتهجها بعض الجهات والأجهزة في مواجهة رجالات الدفاع والتي تستهدف كل الأصوات المنتقدة بتسليط سيف المتابعات والتضييقات عليها، وتأكيده المبدئي على أن هذا التنديد ليس من باب التمكين للمحامين بوضع يجعلهم فوق القانون، وإنما يبغي كفالة حقهم في إبداء الرأي وحرية التعبير.
* ثانيا: تأكيده أن كل المواطنين سواسية أمام القانون، وفي هذا الإطار يشجب المكتب المنحى الذي أضحت تنتهجه بعض الجهات والأجهزة والتي صارت تعتبر نفسها فوق مستوى النقد، الذي يضيق به صدرها فتلجأ إلى تهديد كل رأي منتقد بالمتابعة والنيل من صاحبه.
*ثالثا: يؤكد المكتب أن التجربة أثبتت أنه لازال يفصلنا كثير من الوقت عن تحقيق الاستقلال الحقيقي للقضاء، فالاهتمام بالاستقلال الشكلي وبلورة مؤسسات دستورية وقانونية أغفل الاهتمام بالاستقلال الحقيقي للقضاء بشكل يجعل القضاة لا يراعون في أحكامهم إلا ضميرهم وصحيح القانون،
* رابعا: تسجيله طغيان الحسابات الانتخابية الضيقة والطموحات الشخصية على حساب الهم المهني، مما يحول دون الانكباب على الانشغالات الحقيقية والملحة لعموم المحامين والمساهمة في تشخيص الأعطاب الحقيقية للعدالة، ما يحمل المجالس مسؤولية ووزر الانتكاسات المتتالية للمهنة.
* خامسا: يوجه المكتب الفيدرالي عناية السيد رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب وأعضاء مكتبها لحسن الاطلاع بمسؤوليتهم في قيادة قاطرة العمل المهني، وعدم المهاودة في الذود عن الممتهنين، وعدم التراخي في فضح الظواهر السلبية، وسلوك كل ما هو متاح لمحاربتها دون محاباة أو تودد زائد لأي جهة كانت، وألا يراعوا في ذلك إلا ضميرهم المهني.
* سادسا: اعتبارا لحساسية المرحلة ودقتها فإن مكتب الفيدرالية يهيب بكل الغيورين على المهنة التحلي بروح المسؤولية واليقضة في مواجهة ما يحاك ضد المهنة.
ولكل هاته الاعتبارات ولأخرى لا يسعف المجال لذكرها فان المكتب خلص إلى اتخاذ الخطوات النضالية الآتية:
- إزالة الياقة البيضاء من بذل المحامين يوم الأربعاء 13/10/2021
- ارتداء كمامات موحدة تحمل رسائل معبرة يوم الأربعاء 20/10/2021.
- تنظيم وقفات رمزية تحسيسية بمختلف محاكم المملكة، مع الحرص على عدم تجاوز عددها 30 مشاركا احتراما للتدابير الاحترازية.
- تنظيم وقفة وطنية موحدة.
وسيحدد الاجتماع المقبل للفيدرالية يومي 22 و23 أكتوبر تاريخ الوقفات وتفاصيلها.
- 5- ووعيا من المكتب بفداحة الأوضاع، فقد قرر تنظيم لقاء وطني موسع للمحامين الشباب لتدارس هذه الأوضاع، واتخاذ القرارات الكفيلة بتقديم الأجوبة الحقيقية عنها، ورسم خارطة طريق للتعامل معها حوارا ونضالا وفق ما يرتئيه الحاضرون.
وفي الأخير فإن المكتب الفدرالي يدعوا المحامين والصحفيين والحقوقيين وكل الغيورين لتوحيد الصفوف لأن الوضع يقتضي تحمل الجميع لمسؤولياته في ترسيخ دولة الحق والحريات والعدالة والمساواة.
والله ولي التوفيق.
و حرر بالدارالبيضاء: 5 أكتوبر 2021
عن المكتب الفيدرالي.