لم تكن المحاماة يوما ملكا للمحامين، ولم تكن أبدا مهنة لكسب العيش فقط.
بل كانت ولا تزال وستظل رسالة سامية تصدح بلسان الحق وتطالب بالحرية والعدالة والعيش الكريم ،ومنصبا يفرض على صاحبه تبليغ تلك الرسالة والإنضباط لتعاليمها مترفعا، وقورا ،مناضلا ، مرافعا،مدافعا عن الحق و المواطنين والوطن.
بيد أن المحاماة لم تتبوأ تلك المكانة بسهولة أو بمحض الصدفة. فقد كانت نتاجا لمواقف وتضحيات نقباء وقيادمة ومحاميات ومحامين دون التاريخ أسمائهم بأحرف من ذهب وستذكرهم الأجيال المتلاحقة إلى الأبد.
وكان لا بد للجيل الجديد من المحاميات والمحامين أن يستلهم من هذا التاريخ المشرق نماذج يقتدي بها للمضي قدما ،و يحمل المشعل وينطلق مواصلا النضال باحثا عن محاماة أقوى تستجلب للمواطنين حقوقا أكثر وتساهم في صناعة وطن أفضل.
ولقد ابدع رواد فدرالية جمعيات المحامين الشباب المؤسسون في اخراج فكرة الفدرالية للوجود كتنظيم مهني شبابي رائد،يهتم بحقوق الإنسان و ببناء الوطن و الموطن وبأولويات مهنة المحاماة وضرورة مواكبتها للمخاض المجتمعي وطنيا و محليا ودوليا، وخلفهم زميلات وزملاء قدموا الكثير من التضحيات في البناء لتثبيت اساليب الاشتغال من خلال العمل الجماعي المضني لتوحيد صفوف المحاميات و المحامين ، وقد آن أوان المحاميات والمحامين الشباب الاستفادة من هاته المكتسبات للمضي للإنطلاق قدما بقاطرة المهنة نحو التطور والتحديث المستمر و المنتج.
إن مطمح الوصول ببلدنا الحبيب لمصاف الدول المتطورة في عدالتها وفي منظوماتها التربوية والاجتماعية والاقتصادية يستلزم منا الانخراط جميعا وبقوة في مسار الإصلاح والتخليق والتقدم على جميع الاصعدة.
ولتحقيق ذلك وسط عالم رقمي متسارع الاحداث والتطور كان لا بد أن يسارع المحامون الشباب بالمغرب الى رفع التحدي واعتماد مشروع رقمي طموح يشمل الفدرالية وجمعيات المحامين الشباب وينطلق منها نحو مكاتب المحامين.
ومن هنا جاءت فكرة انشاء موقع الكتروني للفيدرالية ومواقع خاصة بكل الجمعيات المنضوية تحت لوائها إضافة إلى مكاتب المحامين لتكون التعبئة المهنية نحو التحديث والتطور منبثقة من جميع ربوع الوطن .
وكلنا إيمان ويقين في كفاءة شابات وشباب هذا البلد الابي الحاملين للواء الحق والعدل والمساواة ،فحي على العمل الجاد والهادف لتحقيق الخير لوطن و العدالة وللمواطنين.